لماذا انحرفت الفلسفة الغربية عن الاخلاق المتوارثة؟

عاش الانسان منسجما مع البيئة التي كان يعايشها ,وكان يعتدي على اخيه الانسان ويسفك دمه لكن الدم المراق كانت تتلاشى نتائجه بعد المعركة , لاقتناع الانسان بان هناك مبررا لما فعله كالتعلل بالبطولة والفروسيةوالمحافظة على الجوار والمروءة وغير ذلك. يومها كان الانسان هو محور الوجود كله , وهو الذي يحركه بما كان يسميهم ابطاله واذا كانت المعارك القديمة على الحياة تتم بالايدي والحجارة والسيف . ظل الانسان سيدها لكن اختراع الالة والعجلة ثم المتفجرات ثم الطائرات ثم القذائف البعيدة المدى ثم الصواريخ جعل الانسان يقف حائرا امام التطورات الجديدة , ويرى نفسه تابعا للالة وللاشياء لا محركا لها . فبدأ يكفر بالمبادىء التي كان يتغنى بها على مدى الايام . ونتيجة لتطورات الحياة المتتابعة بدأ يتخلى عن قيم الفروسية والنبل شيئا فشيئا ويبكي الماضي المجيد الذي عاش فيه سيدا للوجود , وبدأ يتغنى ببطولة اخرى تتغنى بالتخلى عن اخلاق الفردوس المفقود , وانهارت قلاع الاخلاق فى العالم ولم يبق منها الا ما يخدم ديمومة وجود الاقوياء وبعضا من العمائر القديمة الايلة للسقوط والتي تحاول التشبث بالفردوس المفقود ومعضمها موجودة في العقول او عند الفقراء من البشر , ولعل هذا ما يدفع الكثيرين عبر العالم الى التغني في الماضي والحنين اليه في اشعارهم .