الحب بعين علم النفس بين الواقع والخيال

السبت أغسطس 22, 2009 8:32 am

الحب كلمه رقيقه تصف المشاعر الكامنه للكائنات وتعبر عن ميل شخص او شيء وهاذا الميل غالبا ما يكون مرتبطا برغة الاقتران منه ويصفونه بانه سر غامض في محاوله لاضقاء قدسيه عليه
او لعدم كشف اغوار النفس وفضحها وما يكمن خلف الحب,لان ذلك يجرد الحب من الهاله الضخمة,التي نسجت حوله على مر القرون والازمان.فمن لديه الشجاعه ان يعلن لمن يرتبط بها ان الحب وهم وانا ما يشعر به اتجاهها
وما تشعبر به اتجاهه انما هو وهم صنعاه وعاشا فيه معا؟! ومن لديه الشجاعه ان يقول لامه انها تحبه بدافع من انانيتها لانه امتداد لها؟! ومن لديه الشجاعه ان يعلن ذلك كتفسير لكل علاقات الحب المدعاه من قبله او من قبل الاخرين؟!!
لكي نفهم طبيعة الحب علينا ان نتتبع رحلته مع الانسان منذ مولده,لنرى هل هو فطره خلقت بداخلنا؟او هو وهم نعيشه؟او هو شعور داخلنا نسقطه على الاخرين؟او اننا اخترعناه لكسر حدة الشعور بالوحده؟
بداية بعد ان يولد الطفل لا يدرك من حوله,لذا فهو لا يشعر الا بنفسه وبحاجته هو,فعندما يشعر بالجوع يبكي ولا يراعي من حوله الى ان تاتي امه فتطعمه, ويتكرر الشعور نفسه عندما يشعر بالخوف اذ تاتي الام فتهدئه.
ونلاحظ من ذلك ان حبه يتوجه لنفسه وارتباطه بالام الذي يبرزبعد فتره من ولادته,انما هو ارتباط بمن يشبع له حاجاته.والدليل على ذلك انه لو ولدته امه واعطته لاخرى تعتني فيه فانه سيرتبط بمن اعتنت به واشبعت حاجاته,انه حب من اجل نفسه وحفاظ على بقائه
وهذه الظاهره يسموها علماء النفس "النرجسيه الاولى" اي حب الذات الاولى "primary narcissism" وهو غريزي من اجل البقاء ويظل الطفل على هاذا الحال من حبه لنفسه فقط الى ان يدرك ان هناك اخرون هم امه وابوه واخوته,لكنه يظل على انانيته فيرغب ان يظل كل شيء له لوحده
كل اللعب كل الحلوى..فمثلا لو احذر والده قطعه من الحلوى فانه يرفض اعطاء اخيه جزئا منها .وهنا تتذخل الام في جعله ان يتنازل عن جزء من حلوته مقابل حبها له وحبه لاخيه.. واذا اعطى جزءا من الحلوى لاخيه فهذا يعتبر تنازل عن جزء من حبه لنفسه ويعطيه للاخرين كي ياخذ من الاخر مقابلا لهذا الحب
وهاذا المقابل قد يكون ماديا ,كاحضار حلوى له مره اخرى وقد يكون معنويا متمثلا بارضاء الام وحبها له.وهكذا يحوز الطفل القبول الاجتماعي داخل الاسره وخارجها بتنازله عن جزء من حبه لنفسه وهاذا ما يسمى بالنرجسيه الثانيه "secondary narcissism" وتعني حب النفس من خلال الحصول
على حب الاخرين
وعندما يشب الطفل ويبدا بالبلوغ .يفرز جسمه هرمونات جنسيه فتحرك شهوته وميوله للجنس الاخر "Heterosexual Incination" لكنه يتعلم من المجتمع ان الميول الجنسي شيء مخجل ولا يقبل التعبير عنه بشكل مباشر وانما المقبول هو الحب الذي يتغنى به الناس ويعبر عن الميول نفسها
والغريب ان تلك المشاعر قد تكون موجهه نحو بنت الجيران التي كان يلعب معها قبل البلوغ ولم تكن سوى رفيقة لعب,والذي اعطى هاذا الشعور هرمون الذكوره الجنسي "Testosterone" ولو افرز بدلا منه هرومنات انثويه "Estrogrn" لاحب ابن الجيران بدلا من بنت الجيران
ونلاحظ من عرضنا لرحلة الطفل والمراهق ما يلي :-
1- الاساس ان الطفل يحب نفسه.
2- يتعلم الطفل كسب محبة الاخرين عن طريق التنازل عن حبه لنفسه.
3- يعبر المراهق عن رغبته الجنسية بكلمة الحب.
ومن هذه النقاط الثلاثه نرى ان الحب هو حب النفس وقد يتنازل عن حب النفس للحصول على مردود معنوي "حب اخر" او مادي والادله على ذلك كثيره منها :
1- لو كان علاقة حب بين اثنين واكتشف احدهم بخيانة الطرف الاخر قد ينقلب هاذا الحب الى عداء وقد يصل احيانا الى حد القتل.
2- عندما يحتلف الحبيبان لسبب ما فان كل منهمنا يتعاطف مع نفسه وينحاز لها اكثر من تعاطفه مع الطرف الاخر.

لكن ما هي دوفع الحب؟ .. تكمن دوافع الحب في الحاجات الفلسيولوجيه لجسم الانسان التي يرغب الانسان باشباعها ,سواء كان واعي بها من خلال عقله الظاهر او غير واعي من خلا عقله الباطن .من بين هذه الحاجات حب الاب والام مثلا قد يحرم الطفل من ابوه او امه في فتره طفولته فيفقد حنانهما قنرى نتيجة لذلك
يبحث الشاب او الفتاه عن حنان الاب او الام من خلال ارتباطهم باشخاص اكبر منهم سنا . ومن الحاجات ايضا ما يطلق عليه بفارس الاحلام او فارسة الاحلام الذي يعيش في مخيلة المراهق او المراهقه وعندما تجد هاذا الفارس تهيم به حبا من اول نظره .. وهاذا ما يطلق عليه الحب من اول نظره
ولقد تكونت صورة هاذا الفارس في مخيلة الفتاه عبر السنين منذ الطفوله والبلوغ فكانت تميل لتكوين شخصيه وصفات معينه لفارسها وترتبط ملامح هاذا الشخص بالمعامله التي كانت تتلاقاها الفتاه ممن احاطو بها وكانت تعجبها وتربط هذه الصفات بالاشخاص التي كانت تطمئن لهم ويمتزج هذه الصفات بالصفات الكماليه التي رسمتها الفتاه
عبر السنين وهاذا يفسر الصدمه التي تتلاقاها الفتاه عندما ترى ان الصفات الكماليه التي وضعتها وعاشت معها لا تطبق على فارس احلامها وسرعان ما يموت الحب الذي كان متوهما .
ومن حاجات الانسان ايضا الماديه ويسعى في تحقيقها بكافة الوسائل المشروعه وغير المشروعه.
وللحب انواع كثيره تعتمد على صفات النفس المحبه وللشخص المحبوب ومن هذه الانواع حب العاطفي,حب الاخوه,حب الوالدين,حب الله ,حب الوطن.
1- الحب العاطفي : وهذا النوع يعتبر حب مادي لانه يرتبط بالعلاقات الماديه والجنسيه لدى المحبين.
2- حب الاخوه والاصدقاء: حيث يرى الشخص نفسه في اخوته واصدقاءه ويرى قرب نفسي يربطه به.
3- حب الوطن: هو حب لما يتنمي اليه الفرد من ارض يتوارى في ترباها رفات ابائه واجداده.
4- حب الانسانيه: هو حب لقيم واخلاق زرعها المجتمع في النفس البشري منذ طفولته ويرضى فيها ضميره وقيمه الداخليه.
5- حب الوالدين: هو حب وعرفان بالجميل لمن دعونا في طفولتنا,وترتبط صورتهما في انفسنا بالحنان والرعايه والامان .
6- حب الله: هو جزء من الايمان وشرط لاكتماله وشكر لله على نعمته التي لا تعد ولا تحصى او طمعا في جنته او خوفا على عقابه وهو في جميع الاحوال لمصلحة الانسان.
مكان الحب ...... الحب ليس في القلب كما يقول الشعراء ولكنه في المخ..
والقلب ليس سوى عضله تدفع الدم الى جميع انحاء الجسم..اما الدماغ فهو مركز الانفعالات والعواطفومصدرها ليست نقطه في الدماغ ولكن هناك محموعه من التراكيب داخل المخ ويطلق عليها الجهاز الانفعالي "emotional system"
او يطلق عيلها الجهاز الطرفي "limbic system" وهذه المجموعه لا تقوم بوظيفتها منفصله ولكنها ترتبط بقشرة المخ "cerebral cortex"
كما ترتبط بالغده النخاميه سيدة الغدد في الجسم وتوجد اسفل المخ على قاع الجمجمه.
عندما يرى الشخص محبوبته فان الرؤية تمر عبر جهاز الابصار الى قشرة المخ البصريه والتي تستخرج من ارشيف الذاكره ما يرتبط بشخص المحبوب من انفعلات وافكارفتتولد شحنه تصل الى الجهاز الانفعالي الذي ينشط فيولد انفعالا يسري في اجهزة الجسم المختلفه.
ومنها القلب فتزداد سرعته وتشتد ضرباته وهذا كله يحدث في سرعه خاطفه .. لذلك ربط الحب بالقلب وتغيراته كما قال الشاعر ."بانت سعاد فهاج القلب من بان"
..... هل من وسيله لكبح من جماح الحب؟ ان الفهم الدافع الداخلي للحب يساعد على التقليل من حدته ويخلصه مما يشوبه من خيال .ولنا وقغه طويله مع الخيال في مواضيع قادمه
واخيرا احب ان اذكر انه يمتزج الحب مع التملك و يستفحل الامر في الغيره الخانقه التي تطوق نفس المحبين وتنغص عيشتهم وتدخلها في شكوك وينتهي الامر في موت الحب داخل النفس .

الحب بعين علم النفس بين الواقع والخيال Sajeen+jordan

الحب بعين علم النفس بين الواقع والخيال Sajeen+jordan

منقوول من مدونتي الشخضية